بلد العجائب يا وطني

بلد العجائب يا وطني

بلد العجائب يا وطني

بقلم لميس عبدو

بين حرب نفسية وحرب ميدانية يعيش لبنان وضع اقتصادي واجتماعي مأساوي فالبرغم من الوضع السياسي المتأرجح بين حرب سياسية وبين تسلط وضغط فان الدولة نائمة في سباتها لا تعي مسؤولياتها تجاه أدنى حقوق المواطنين ففي بداية فصل الصيف وحتى موجة الحر التي اجتاحت لبنان فإن الحكومة مغيبة كليا عن تأمين الكهرباء وحتى المياه للبنانين،

فاذا كان أصحاب المولدات الكهرباء يحتكرون ويتحكمون بتحديد ساعات الإضاءة فالدولة ايضا ليست افضل فقد عمدت إلى تقليل ساعات التغذية الكهربائية وباتت الكهرباء تهل على اللبنانيين ساعتين كل اربع وعشرين ساعة فهل من المعقول ببلد مثل لبنان الغني بأنهاره وينابيعه يلجأ فيه المواطن إلى شراء الماء ووضع الطاقة الشمسية بديلا عن كهرباء الدولة التي بمقدورها استثمار هذه الثروة المائية لتوليد الطاقة الكهربائية.

لا شك أن جبال لبنان تتغنى بالثلوج والأنهار فلماذا لا تعتمد الدولة إلى بناء سدود لحصر المياه وتوفيرها للشعب المسكين فقد جفت معظم ينابيع لبنان من سوء تدبير الدولة وعدم الاستفادة من هذه الثروة حتى افشلت في تأمين مياه الشرب والكهرباء.
لبنان لديه ثروة مائية فاذا أقامت الدولةسدودا ووضعت خططا إصلاحية وانشأت مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية فإنها ستوفر هدر كبير من المياه بل ستصدر مياه الشرب إلى الدول المجاورة.

إن المواطن اللبناني يكفيه ما يعانيه من ضغط نفسي من الوضع السياسي السيء والضغط المتواصل من حكامه لفرض الأمن فقد أثقلت الهموم والقلة كاهل اللبناني الذي يسعى جاهدا لتأمين قوته اليومي فإذا كان الماء والغذاء والكهرباء غير قادرة دولته على تأمينهم فإن انعدام الهواء بات معتادا عليه.

إن الدول الأكثر فقرا والتي يتدنى فيها مستوى العيش تجد الكهرباء والماء متوافرة لديهم إلا في لبنان ترى المواطن يدفع مرتين ليؤمن الماء والكهرباء، ابسط حقوق الناس غير متوافرة فكيف عن حق الاستشفاء فحدث ولا حرج لا حياة كريمة بدون دولة قوية تبسط سلطتها وتقوم بواجباتها وتصون حقوق مواطنيها.
فكيف سيحيا الإنسان في ظل هذه الظروف القاهرة؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى