
بين الواقع.. والثرثرة الاعلامية
في السابع من الشهر السابع لهذا العام، كان موعد زيارة المبعوث الاميركي إلى لبنان. هدف الزيارة استكمال تبادل الرسائل بين لبنان والإدارة الاميركية. ولكن العدو الصهيوني، الذي لا يلتزم بأي بنود معادة يبرمها، ولا يقيم للوعود التي يطلقها عبر أبواقه الرسمية أي اعتبار، زاد في خروقاته لاتفاق الهدنة الذي رعته الولايات المتحدة الاميركية،
إنها رسائل سياسية بأسلوب عسكري، بل بمعنى آخر إجرامي، والمقصود منه هو غطرسة اعتدنا عليها، ولن تجعلنا نهاب. ولكن هل يمكن الرضوخ أكثر، فلبنان لا يطلق رصاصة واحدة التزاما بالشروط التي أقرّ، أمام المحافل الدولية بأنه سيأخذ على عاتقه تنفيذها، ولكن ماذا عن الطرف الثاني ، الذي يستمر في عربداته بكلّ الاشكال المتاحة له، ظناً منه أنه يضغط على هذا الوطن الجريح، شعبا ودولة، من أجل تحقيق مآربه؟
وعلى صعيد آخر، هذا إن لم نقل مما زاد في الطين بِلة، هو ما تتداوله الوسائل الاعلامية، وخاصة المرئية منها، وعبر عدد كبير من المحللين، والكثير من الذين يعتبرون أنفسهم، عرّفي المرحلة المقبلة ، ولكن بمنحى آخر تماما، يثير الغرابة حقاً. فمنهم مَن يخبرنا أنّ المدّ الأفغاني الشيشاني على الأبواب، ينتظر إشارة العبور من طرف ما، ومنهم من يُكرر ما كنّا نسمعه في خضم الحرب التي ضربت لبنان من أقاه إلى أقصاه، أي في منتصف السبعينات، أنّ مدينة طرابلس الشمالية، سيتم ضمّها إلى الدولة السورية، ضمن خطة تقسيم المنطقة.
واللائحة تطول حول ما سوف يجري من تغييرات ديمغرافية وجغرافية في القريب العاجل، وفي البعيد الآجل، والهدف يصبّ دوما في مصلحة العدو الصهيوني، الذي لا يوفّر جهدا في سبيل شرذمة الصف العربي والاسلامي للوصول إلى ما يريد. فهل نحن أمام مرحلة جديدة تماما من حيث التغيير في الشرق الأوسط، أم أنّ كلّ هذا الكلام المطروح هو لتحييد الأنظار عن المشروع الخفي الذي لطالما سمعنا به؟
بقلم: لميس عبدو
تعليق واحد