بوصلة السفينة.. إلى أيّ اتجاه تشير!

بوصلة السفينة.. إلى أيّ اتجاه تشير!

بوصلة السفينة.. إلى أيّ اتجاه تشير!

 

حين طلبت مني إدارة الموقع المشاركة بقلمي بما ستنشره على صفحاته، كانت عيناي مسمّرتان على شاشة التلفاز، وأذناي تستوقف كلّ تحليل لهذه الأحداث المتسارعة قدر المستطاع. وبالتأكيد أنا أقصد هذه الحرب الضروس التي اندلعت بين العدو الصهيوني ودولة إيران، بحجّة أنّ تلك الأخيرة تسعى عبر تخصيب اليورانيوم لامتلاك قنبلة، أو ربما أكثر، من العيار الثقيل، والتي إذا ألقيت على مدينة ما، أو على بلد ما، لا تُبقي فيه أثراً للحياة.

فذاكرة التاريخ محفورٌ فيها اسمان تتناقلهما الأجيال مع تاريخين محددين، كانا، وما زالا بصمتين أكثر من سوداوتين، في إجرام الإنسان ضد إخوته في الإنسانية، وأشير هنا إلى “هيروشيما” و”ناغازاكي” المدينتين اللتين بقيتا شاهدتين على هذا الأمر.

وبالمقابل، فإنّ الطاقة النووية أو الذريّة يمكن استخدامها لأجل حاجات سلمية، تصبّ في مصلحة حياة البشر ورفاهيتهم. ولكن حين يكون الحقد قد بلغ أقصى مداه عند أعداء الأمة العربية والاسلامية، فلا مفرّ من المعاناة القاسية لاتهاماتهم التي ليس لها مبرر سوى أنه ممنوع – حسب زعمهم – أن تكون هذه الدولة أو تلك بمستوى موازٍ ومتوازن مع دولة العدو المزعومة، أو أفضل منها.

ولكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه، وبكلّ إلحاح، أإذا كنا في هكذا محنة ولم تتوحّد جهودنا لردع المعتدي، فمتى سنجد هذه الصورة، التي يصفها البعض بأنها أصبحت ضرباً من الخيال، حقيقة واقعية قولاً وفعلاً؟

بينما العدو الغاصب يحظى بدعم مادي وعسكري وخدماتي وكل ما يدور في هذا الفلك، مما يزيد من غطرسته ووحشيته في استباحة كل المحرّمات، تحقيقاً لشعاره المشؤوم: أنّ حدوده من النيل إلى الفرات. فإلى أيّ اتجاه سوف تشير بوصلة السفينة التي تبحر بنا؟ فلنراقب ونتابع ولنقرأ الأحداث، حتى تحطّ الحرب أوزارها، وتبدأ لملمة الجراح وتقدير الخسائر وانعكاساتها على وطننا الغالي: لبنان.

بقلم: لميس عبدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى