حروب الآخرين تنعكس على لبنان

حروب الآخرين تنعكس على لبنان

حروب الآخرين تنعكس على لبنان

إنّ المتتبع لمجريات الأحداث، في الحرب الدائرة بين إيران والعدو الصهيوني، هو في حالة طرح تساؤلات دائمة، لأن الأمور أخذت تدخل في نفق من الخطر، تزداد وتيرته يوماً بعد يوم. وبالمقابل، فإنّ وطننا لبنان، يدفع ثمناً باهظاً، كعادته، تأثّراً مباشراً وغير مباشر بهذه الحرب.

فالوضع الاقتصادي لم يكد يتنفّس الصعداء، بعد دخول البلاد بحرب إسناد – كما اصطلح على تسميتها – على مدى أكثر من سنة، بواسطة قوى سياسية تملك إمكانيات عسكرية لا يُستهان بها، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطرف الإيراني، تحولت فيما بعد إلى مواجهة مباشرة بينها ومَن يقف إلى جانبها ضد العدو المفترس، وعلى مدى أشهر، سقط خلالها آلاف المواطنين اللبنانيين بين شهيد ومصاب ومعوّق، وتهدمت قرى بأكملها ومبان في الجنوب وبيروت ومناطق لبنانية مختلفة، حتى جاء هذه الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران والعدو الصهيوني الأرعن، الذي لا يقيم وزناً أو اعتبار لأي من المواثيق الدولية.

والوضع الاجتماعي ليست حاله افضل، بعد أن لجأ الكثيرون من اللبنانيين المقيمين خارج لبنان، إما للدراسة أو العمل، لإلغاء حجوزاتهم لزيارة الوطن الأم، خوفاً من الوضع المستجد، وهم يطلبون من محبيهم وأقربائهم في مسقط رأسهم، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، في حال امتدت شرارة هذا الاحتدام العسكري إلى لبنان.

نعم، الخوف على لبنان قائم دائماً، لأنه على حدود متاخمة مع الأرض التي احتلها الصهاينة، وهم يعتبرون أنّ حدودهم الشمالية مع لبنان يجب أن تبقى في مأمن من كلّ ما قد يعكّر صفو أمن بلادهم – المزعومة – ولن يتوانوا في الدفاع عن أنفسهم، وفق مفاهيمهم ومعتقداتهم التي لا تمت إلى المنطق ولا إلى الحق بصلة. وهنا تستحضرني ذاكرتي بقول مع معايشتي لأحداث عدة في لبنان، كان أهلى والكبار في السن يرددونه: إذا حملت في الكونغو فانها ستلد في لبنان.

بقلم: لميس عبدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى