مَن يستطيع التنبوء بالمستقبل السياسي؟

مَن يستطيع التنبوء بالمستقبل السياسي؟

مَن يستطيع التنبوء بالمستقبل السياسي؟

   هل ولدت طاولة المفاوضات، بين إيران والولايات المتجدة الأميركية، من رحم الحرب التي استعرت بين العدو الصهيوني وإيران، ولم تكمل أسبوعها الثاني،؟ أم أنّ كلّ ما حصل، كان ضمن خطّة وضعها المعنيون بالامر؟ وكان التحضير لهذه الطاولة، هو بتغيير قواعد اللعبة ، وتبدّل الفرقاء الذين يتولوّن قيادة هذا النوع من الشؤون الخطرة؟

كلّ متابع، ولو بشكل يسير، سمع التصريحات التي أدلت بها المصادر الرسمية في أميركا، وكذلك في إيران، والتي كان مفادها أن مشاركة الولايات المتحدة هي التي حسمت الحرب، وأما بلاد فارس، فقد أعلنت عن تضرر المنشآت النووية في المدن الرئيسية بشكل كبير جدا.

وخلاصة التصريحات لكِلا الطرفين تفيد: أنّ إيران قد خسرت الحرب، وأن العدو الصهيوني حافظ على رأسه، بينما المنتصر الأول ، هو تلك الددولة التي رعت سابقاً مسار المفاوضات، وأشرفت على تفاصيلها على مدار سنوات، ولكن هل من هدف واضح لكلّ هذه التطورات الدراماتيكية؟

قليلون، وقليلون جدا، هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم محللين سياسيين وعسكريين، توقّعوا حدوث ما حصل خلال الساعات الأخيرة من الحرب. وقد صمّوا لآذاننا، وعلى مدى الساعات الطويلة كلّ يوم، بثرثراتهم التي لملموها من وسائل الاعلام المختلفة، وكأنهم يحشرون أنوفهم لمجرّد القول: نحن هنا، فلا تنسوا أسامينا، ولا تتوانوا عن استضافتنا، فنحن نعلم ما لا تعلمونه، ونقرأ الأحداث بخبرة ومعرفة عميقين.

قراءة المستقبل، وخاصة سياسيا، تحتاج إلى الدراسة والكثير من المتابعة، حتى صار من الأفضل التخصص في هذا المضمار، كأن يكون أحدهم ملماً إلماماً أكاديميا ومن ثم أن يكون على اطلاع دائم بشؤون دولة ما، على سبيل لا الحصر، ولا يمكننا أن نتغاضى عن دور المحاور، الذي يجب أن يتمّ اختياره بدقة، وليس لأنه يعمل في هذه الوسيلة أو تلك، مقدماً لنشرات الأخبار!

 

بقلم: لميس عبدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى