هل تنتظر غزّة.. الشياطين الخرساء؟
إذا أردنا توصيف الوضع في فلسطين، وتحديداً في غزّة، فإنّ كلمة كارثي لم تعُد تفي بالغرض. فما يجري هناك أكثر من الكارثة، بما تعنيه هذه الكلمة من معنى من سوء الحال، الذي وصلت إليه اللمور هناك.
الموت في غزّة لا يقتصر على مَن تُصيبه مسيّرات العدو الصهيوني، بل تجاوز ذلك إلى مدى أبعد. فالصامدون في تلك البلاد، ومن كلّ الفئات والاعمار، بالرغم من ارتقاء عشرات الآلاف منهم كشهداء، إلا أنّ الجوع المُر تحوّل إلى مسيّرات صهيونية، وعدم توفّر الأدوية واللوازم الطبية، صار رصاصات تخترق قلوب الأهل وذوي القُربى والأصدقاء والأحبّاء من أطفال وشباب وعُجّز.
كلّ ما يجري هناك في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة من حيث المساحة، والكبيرة جداً من حيث العزّة والإباء والشموخ، والفخر بهذا الثبات في الوقوف في وجه العدو الصهيوني المجرم والسّفّاح، والذي لا يعرف من الانسانية إلا اسمها، ومن الحروب، إلا بقاءه مهما كان الثمن غالياً، لأنّ مَن يُمعنُ في استمرارها، يبحث لنفسه دوماً عن بصمة يذكرها له التاريخ، ويصنّفه فيها مع الجزارين، الذين يصبغون وجوههم بإراقة الدماء.
ولكن، وكما نعلم، فإنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس، فكيف بنا إذا تحوّل عدد الشهداء الذين يرتقون يومياً، إلى عدّاد تتداوله وسائل الإعلام، دون أن يُعير أولي الأمر في هذه الأمّة الاهتمام المطلوب منه، والتدخّل المباشر لردع هذا العدو الذي، ومنذ أكثر من سبعين عاماً، وهو يعيث في الأرض فساداً.
وطالما أنّ فرعون العصر لا يجد مَن يقول له: قف عند هذا الحدّ، فإنّه سيبقى متسلطاً كالسيف القاطع، على رِقاب كلّ مَن تسوّل له نفسه لفعل شيء، يُساهم ، ولو بجزء يسير، في وقف هذا الشلال الهادر من الدم.
بقلم: لميس عبدو
