قراءة سريعة للعمق الداخلي اللبناني
دغونا اليوم نعود إلى الداخل اللبناني. دعونا نقرأ قليلاً في الصفخات التي دوّنت على أسطرها مشاكل متراكمة، منها ما مرّ زمن طويل عليها، حتى ؟أصبحت متجذّرة كالشجر المعمّر، ومنها ما استجدّمنذ بدأ انهيار العملة، إلى مستويات يصعب تصديقها، وصولا إلى مخلّفات الحرب الأخيرة، انطلاقاً من الوطن، وعلى أرضه.
وكلّما تمّ تغيير الوجوه في مراكز القرار، علّق الناس آمالهم على قدراتها في الأداء. وتبدأ على المقلب الآخر السجالات السياسية، والمناكفات الادارية والتنظيمية، وتاريخ لبنان حافل بهذه الممارسات.
وإذا أردنا إجراء تقييم سريع للأحوال التي وصلنا إليها، بعد أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ الحكومة الحالية قد تشكّلت بوقت قصير، مقارنة بالحكومات السابقة. واليوم، وبعد مرور قرابة الأربعة أشهر، فإنّ مجلس الوزراء يسعى جاهداً لحلّ ما أمكن من هذه المعضلات، لكن المعوّقات ، وما أكثرها، هي كالفطريات التي إن تعاملت مع جزء منها، نبت جزء آخر، وهكذا دواليك.
ولكن لا بدّ من البحث عن أساس وجود هذه المتاعب، وخاصة أن الجميع تقريباً، يقرّون أنهم يريدون الدولة أن تنهض من كبواتها المتعاقبة، ما عدا الخارجين عن القانون بالتأكيد، والأمور ما زالت بمجملها عالقة، وهي تنتظر الحلول الناجعة! البعض يعتبر أن الحروب المتتالية على مرّ عشرات السنوات التي عاشتها هذه البقعة الجغرافية الصغيرة هي السبب الرئيسي، والبعض الآخر يعتبر أن الطائفية السياسية هي السبب الأوحد لكل ما عاناه ويعانيه هذا الوطن. فأي الرأيين أصح؟ من وجهة نظري، فأنا أن الرأيين يكمّلان بعضهما، بحيث أنّ مَن يرى في جذور االمشكلة أنّ الحروب، وخاصة الداخلية منها، والتي إن عدنا إلى تفاصيلها، لوجدنا أنها صراع الآخرين على أرضنا، تسببت في الإنقسامات المناطقية والفئوية، هي كفيلة بترسيخ التعاطي الطائفي السيسي البحت. وللحديث بقية.
بقلم: لميس عبدو


