تغيير نمط التعطي.. ضرورة ملحّة
يتساءل المواطن اللبناني دوماً، هذا إذا كان من الذين لا يتجاذبون أطراف الحديث لمجرد قتل الوقت، وإظهار الذات بأنّ ما يعرفه وما يقترحه هو الأمثل، لماذا ما زالت أقوال المسؤلين والمعنيين في سدّة القرار، بمجملها مجرّد نظريات لا تترجم على الواقع أفعال تعود بالخير على أبناء هذا الوطن، الذين يعانون ما يعانون من متاعب، بدءاً بلقمة العيش، وصولاً إلى المعضلات التي مضى عليها زمن، يمتدّ إلى عشرات السنوات، ولم تتحرك من مكانها.
وبالرغم من كلّ شيء، فأنا أرى أنّ أهم هذه الأسباب، هو كثرة الكلام دون هدف، وقلة العمل كي يبقى جزء كبير يتطلب حلّه. بمعنى آخر حين يظهر أحد هؤلاء المعنيين بأمر حياتي مُلح، على شاشة إعلامية ما، فهو محتاج ليظهر نفسه في موقع البطل الساعي دوماً لخدمة الشعب، وحين يصبح محاصراً في زاوية ما خلال الحوار، يبدأ بالقاء اللوم على الدولة، التي لم تخصص المبالغ المطلوبة لهذا المشروع أو ذاك.
فكيف بنا اليوم، ونحن نعيش حرباً، من نوع جديد إلى حدّ ما. فالعدو الصهيوني يهاجم ويقصف في الجنوب اللبناني، ويقتل من يدعي أنهم ينتمون إلى أحزاب مقاومة، وكأن مقاومة المعتدي هي جريمة لا تغتفر، وتوجب إعدام من يعتمدها. والدولة ، وعلى الصعيد السياسي، تجري الاتصلات مع أصحاب القرار دولياً، الذين يتعاطون مع الأمر بالمماطلة والتسويف، وكأن ما يتم تدميره هو بيوت آيلة للسقوط، والذين يستشهدون ليسوا أناسا، بل أعداداً زائدة في محصلة البشرية يجب التخلص منها.
لقد آن الأوان لنستفيد من كلّ ما مرّ على هذه البلاد من ويلات، وأخذ العِبر، وعدم التعاطي بالذهنية عينها التي لم تؤتِ نتائج ملموسة، فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، لكن، مع دورانها الطبيعي علينا مواكبته بأساليب جديدة، ورؤى بعيدة المدى.
بقلم: لميس عبدو


