لا أحد يملك تفاصيل الواقع…!

لا أحد يملك تفاصيل الواقع...!

لا أحد يملك تفاصيل الواقع…!

بدأت المشاركة المباشرة الأميركية في الحرب الدائرة بي إيران والعدو الصهيوني، وبالتأكيد هي تقف إلى جانب الصهاينة ودولتهم المزعومة، بهجوم بالطائرات التي سبق وتحدثنا عنها، وطالت هجماتها ثلاثة مناطق فيها مفاعلات نووية، ولا شك بأنها تسببت بأضرار لا يمكن التكهن بحجمها، لأن الإعلام الإيراني يتكتّم على خسائره قدر المستطاع، كما يفعل العدو الغاشم.

وبالمقابل، فإنّ الطلب الذي يصدر عن كلّ طرف، لأجل تدخّل أطراف دولية فاعلة، يكاد لا يتوقّف، بالرغم من استمرار الهجمات المتبادلة وشراستها ونتائجها على كلّ الأصعدة. فأيّ كفّة سترجح: كفّة الديبلوماسية أم استمرار الحرب إلى ما شاء الله؟

وكما تعوّدنا عند وقوع الحروب، أو أحداث مفاجئة وضخمة، تتهافت وسائل الإعلام المرئية لاستضافة المحللين والمتابعين الأحداث عن كثب، ويأخذ كلّ على عاتقه إبراز نفسه بأنه يفهم كلّ شيء يحيط بهذا الواقع، فيتجاوز معرفته المبنية أصلاً على ما تتداوله الصحف والوسائل الاعلامية بشتى تخصصاتها وتوحّهاتها، ليصل في تهاية المطاف إلى جملة من الخلاصات التي ترتبط فيما بينها بخيوط واهنة. بينما أهل الاختصاص، في الدراسات السياسية والعسكرية والاقتصادية، فينأنون بأنفسهم أحياناً عن الاجابة على بعض الأسئلة التي يطرحها المحاور، لأنها ليست من اختصاصهم وهم بذلك يحترمون أنفسهم والمشاهدين في وقت واحد.

الأبواق الاعلامية كثيرة، وهي تسعى لأن توجّه الرأي العام حسب بوصلتها التي تشير دوماً إلى حيث تراه صحيحاً، والصحيح هو أن لا أحد يمتلك تفاصيل الواقع حتى الطرفين المتقاتلين، لأنها إما منحازة وإما تحاول الوقوف إلى الجانب الذي تعتبره هو الأقوى. ولنتذكر دوماً أنّ ما بحاجة له عالمنا العربي والاسلامي هو حُسن التخطيط لموارده المالية والطبيعية الغزيرة، ومعها طاقة العمل الإنسانية الرّخيصة ، فإذا ما أُجسن استثمارها يصبح العالم العربي العملاق الاسيوي الأفريقي، الذي يُعمل له ألف حساب الاقتراب منه.

بقلم:لميس عبدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى